الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

سأذوب عشقا (مشهد)



بالرغم من أنه كان زواجا تقليديا لم تسبقه عواصف العشق ورغباته الجامحه التي ريثما تهدأ تدريجيا بعد الزواج . الا أنهما قرارا ان يأخذا قرار السعادة والإستقرار وبالأخص أنهما ينتميان لنفس الطبقة الإجتماعية فهي ابنة سفير وتخرجت من الجامعة الامريكية ودرست الموضة في اوروبا . وهو يعمل ملحق بإحدي سفاراتنا بالخارج . وكان أول لقاء لهما بنادي الجزيرة الذي كان يجمع أبناء الطبقة الراقية ورجال ونساء دائما تحت الأضواء.حينما وقعت عيناه عليهاخفق قلبه من فرط جمالهاوهدوئها الاخاذ دار بينهماحوار هاديء وراقي لاحظ فيها خفة ظلها من خلال انتقادها لبعض العادات المفرطه ف المبالغة لكلتا الأسرتين ولكنهما اشتركا في البساطه وعدم التكلف
تم الاتفاق بين الأسرتين علي تفاصيل الزواج وتم الفرح ف احدي الفنادق الكبري بحضور أصدقاؤهم ولفيف من رجال المجتمع بناءاعلي رغبة الاسرة وليس رغبة العروسين .
اختارا اثاث المنزل من ارقي بيوت الاثاث ولكن كان يتسم بالبساطه وبأعمارهما التي لم تتجاوز السابعة والعشرين بعد.اتفقاعلي وجود خادمةواحدة بالمنزل بالتدريج أحست هي بفقدان الخصوصية بوجود الخادمة في المنزل ولكن ليست هي الحقيقة .الحقيقة هي أنها أحبته وبدأت تشعر بمتعة خاصة بفعل كل شيء بنفسها والأعتناء به وبمنزلها والأشراف علي كل التفاصيل بنفسها وكان يومهما يبدأ كالتالي يستيقظا في السادسة وتحضر لهما ملابس الرياضه ليمارسا رياضة الجري لمدة ساعة يوميا بعدها يتناولا الإفطار في تمام السابعةوتضع الكأسين الفضيين والطبقين الأبيض له والأحمر لها وفنجانين من الشاي ومكعب سكر واحد وتعدله بذلته الأنيقة وذلك من دواعي عمله الدبلوماسي وكان هو يشعر بداخله بسعادة متناهية من اهتمامها به وبالرغم من انه يشعر بذلك لم يعبرلها عن مدي سعادته بذلك لم يعد لديها وقت لحضورالديفيليهات والإجتماعات النسائية في النادي وتنازلهاعن كل هذا لأنها خصصت وقتها له. وبعد عاما من الزواج رزقا بطفل جميل جمع بين وسامة أبيه وخفة ظل أمه.
مرت ثلاثون عاماتركت آثارها علي ملامحهم وليس ارواحهم وهي كما هي تستيقظ ف السادسه وتحضر ملابس الرياضه لكليهما وتضع الكأسين الفضيين والطبقين الأبيض له والأحمر لها وفنجانين من الشاي ومكعب سكر واحد ولكن بعد الأفطار لم تعد تنظر ف الكرسي الموجود أمامها بل تنظر علي الحائط لصورة وضعت عليها شريطة سوداء ورجل لازال وسيما بإبتسامته الهادئة وعيناها دامعتان وتتمتم له سأظل علي عهدنا وبعدها تسترخي علي سريرها وتغمض عينها لعلها تلاقاه في أحلامها تاركه ملابسه الرياضيه بجوارها تشتم رائحتها .ووصية كتبتها عند محامي العائلة (إن غفوت يوما ولم أستيقظ فإذهبوا بي إليه أريد أن أظل بجواره حتي بعد الموت لا اريد ان أدفن بمقابر عائلتي دعوني أكمل حياتي الأخري معه)

ليس العشق الحقيقي هو الذي يبدأ بالعواصف والرغبات وإنما هو الذي يبدأ هاديء ثم يعصف بنا يجتاحنا وينتهي بالعواصف والرغبات.العشق هو ان نتمني ان نحيا ونموت مع من احببناهم ونكمل الحياتين سويا وليس ان نحيا فقط معهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق